قصـــة الجن العاشق الجزء الرابع!
ما أصعب أن تكون معشوقا من قبل مجهول.
ولكن الأصعب من ذلك، أن تكون معشوقا من قبل جان!
والأصعب بعينه عندما يكون هذا الجان متيم بك، ومؤذي لأبعد الحدود لكل من يحاول التقرب منك!
قصــــــــــــــة الجن العاشـــــــق الجزء الرابع!
ولكن “آدم” لم يكن ليسمع ما قاله، وفجأة شرعت الدموع في النزول من عينيه…
سالم وقد ارتعب على صديقه: “آدم ماذا يحدث معك؟!”
آدم: “أقسم بالله أنني لا أعرف، إنني حقا أعجز عن فهم ما يحدث معي”.
ساعداه في تبديل ملابسه، وعندما عاد للمنزل وجد ما لم يكن بالحسبان..
حاول صديقه إقناعه كثيرا بالذهاب لمنزله معه، ولكن “آدم” رفض ذلك خوفا عليه من غضب زوجته منه.
وأول ما دخل المنزل خلع سترته، وجلس على الكرسي يقلب عينيه يمينا ويسارا، حاول أن يوقف نفسه عن التفكير فيما يحدث له، ولكنه عجز كليا عن ذلك.
طرفت عينه علبة الدواء، فأمسك بها وتناول جرعة، ومن بعدها ذاق المرار بعينه.
لم يتمكن من تحمل سماع صوت عقارب الساعة، شعر بضيق في التنفس وبأصوات مرتفعة للغاية لا يقدر على تحملها.
وضع يديه على أذنيه دفاعا عن جهازه العصبي الذي كاد يفقده تماما.
تغير شكله كاملا حتى أنه أصبح شبيها بالجن والشياطين.
بات يتألم ويطيح يمينا ويسارا، ويصرخ من شدة آلامه ويستغيث ولكن لا مجيب له.
وبالكاد استطاع الوصول للحمام وفتح الصنوبر، ولكن ليته لم يذهب ولم يفعل إذ كانت المرآة أمامه في وجهه فرأى ما لا يمكن أن يصدقه أي عقل بشري.
جسده بالكامل ظل يتخبط حتى طاح على الأرض، ومن بعدها سمع صوتا غريبا في المصباح، ونظر تجاهه وإذا به ينفجر مشتعلا بالنيران.
سمع صوتا غريبا من داخل الحمام، والظلام الحالك كان يملأ المكان بأكمله، وإذا به كائن بملامح غريبة لم يستطع “آدم” الشاب المسكين إلا تمييز ملامحه المخيفة المرعبة.
أسرع تجاهه وإذا به في صورة زوجته الملاك البريء “نور”، وقد أمسكت بيدها زجاجة بها العقاقير، وقامت بتفريغها كاملة في فمه.
قالت بصوت مرعب: “إنها لي”!
استيقظ ليجد نفسه ممددا على أرضية الحمام بالفعل، ولم يستطع تحديد أحلم كان أم واقع مرير تنجرف قدماه للعيش بداخله”.
رفع يديه للسماء واستغاث بخالقه ليعينه ويساعده في أمره العسير، لم يكن ليجرؤ على القدوم إلى الصلاة وإلا انحنى سائر جسده.
ومرت ثلاثة شهور على هذا الحال، وبيوم من الأيام اجتمع “آدم” مع صديقه “سالم” يريد أن يحكي له ويصارحه بما يحدث معه من أشياء غامضة لا يجد لها تفسيرا منطقيا…
سالم: “أريدك أن تخبرني عن الشيء الذي تخفيه عني، أريدك أن تخبرني حتى نتمكن من إيجاد حل له سويا”.
آدم: “إنك صديقي الوحيد الذي خرجت به من كل الحياة، سالم إن الناس هنا يعتقدون بأنني مجنون”.
سالم: “إياك أن تقول هذا ثانية، إنك مشوش قليلا وهذا كل ما في الأمر”.
آدم: “إنني أريد العودة، ولا يمكنني البقاء هنا أكثر من ذلك”.
سالم: “حقيقيا أنا لا أفهمك، إنك بألمانيا!
توقف عن التفكير بنور، ودعك من كل ذلك وانسجم بحياتك الجديدة هنا”.
آدم: “إنك لن تستطيع أن تفهمني على الرغم من كونك صديقي منذ الصغر”.
سالم: “إنني أفهمك جيدا يا صديقي، طوال الفترة الماضية وأنت تكد في العمل ولا تنفك عنه، لذا إنني توصلت لدواء خصيصا لأجلك.
اسبقني على منزلك وسألحق بك بعد قليل من الوقت، وحل كل مشاكلك عندي”.
وبالفعل طاوعه “آدم” ظنا منه أنه سيستريح ولو نسبيا مما يعاني، وبينما كان في سيارة الأجرة راوده كابوس وهو مستيقظا على خلاف العادة إذ تطور معه الوضع!
رأى والدته أمامه وزوجته “نور”، ووالدته تبشره قائلة: “ستصبح أبا يا بني عما قريب”.
ففرح كثيرا واحتضن زوجته وحملها بين يديه، وفجأة عاد للواقع من جديد.
بدا خائفا يرتعد من شدة الخوف الذي أصابه لدرجة أن السائق سأله: “هل أنت بخير؟!”
آدم يلتقط أنفاسه بصعوبة: “أجل”!
وما إن تمكن من استعادة أنفاسه حتى نظر للنافذة وإذا به يرى نفسه يرتدي ملابسا سوداء، وعينيه تتوجهان إليه بشراسة!
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: