قصـــــــــــــــة الجن العاشق الجزء الأول!
الجن العشق هو نوع من أنواع الجن، وهو النوع الأخطر منهم على الإطلاق.
وقد يكون الجن رجلا وفي هذه الحالة يتسلط على امرأة ويريد المساس بها.
وقد يكون أنثى ومن البديهي أن تتسلط على جنس الرجال.
والجن العاشق مسألة واقعية للغاية ولا لبث بها، وينبغي على كل منا أن يكون على دراية وعلم يقين بها.
قصــــــــــــــة الجن العاشـــــــق الجزء الأول!
في البدايــــــــــــــــة دعونا نتفق على أمر في منتهى الأهميـــــة…
جميعنا يعلم بوجود عالم خفي، من الممكن أن يكون أكثر خطورة على بعضنا من البعض الآخر، ومن الممكن ألا يؤثر في حياة بعضنا أيضا.
ولكن لا يمكننا إنكار أن هناك أناس منا تتدمر حياتهم كليا بسبب هذه العوالم الخفية، لذا دعونا أن نساندهم ولو بأبسط شيء وأيسره ألا وهو تصديق ما يقولون.
حقا إنها لتفرق معهم كليا، أما عن نفسي فإنني أؤمن كليا بهذه الأشياء مع أنني لم أكن أصدقها يوما إلا بعدما اكتويت بها وبآثارها على حياتي.
ظلام حالك:
إنه اليوم الأكثر ظلمة على الإطلاق، وتحت ظلمة الليل اللامعة كانت هناك سيارة تسير على الطريق بعد منتصف الليل.
كان يقود السيارة الحاج برهان، ومعه شاب في الثلاثينات من عمره والدموع تنهمر من عينيه أسفا وأسى..
الحاج برهان: “الأشياء التي كان من المفترض لها أن تعمل وتنير الطريق.
يجب أن يتم دفنه بالمكان الذي ولد فيه، بالقرية البعيدة حيث كل شيء بدأ هناك وشارف أخيرا على الانتهاء”.
وبعد كثير من الوقت وصلت السيارة لوجهتها، كان مسجدا.
نزل الشاب والحاج “برهان”، فتح الحاج باب السيارة الخلفي، وقام الشاب بإخراج جثمان منه.
حمله وعيونه لم تتوقف عن الدموع ولا لثانية واحدة.
وعندما وضعه على مصطبة الغسل، منعه الحاج “برهان” من الاقتراب أو لمسه على الإطلاق.
وبدأ الحاج “برهان” في صب المياه على جسد الشاب، والدماء كانت تزال من على جسده وتتسرب وتنصرف.
بدايــــــــــــــــة الحكايــــــــــــــــــة:
نحن جميعنا موقنون بأننا لسنا وحيدون بهذه الدنيا، وهناك عوالم خفية.
كيف ومهما حدث لنا، حدث بسبب إهمالنا لهذا الجزء من هذا الإيحاء، بدأ كل شيء قبل تسعة أشهر.
بألمانيا حيث الجد والاجتهاد والعمل الدؤوب، وتكافؤ الفرص..
سالم: “أراك قد تعودت على الحياة بألمانيا خلال أسبوعين، والعيش بمفردك أيضا.
فمنزلك مرتب ونظيف، وأشرب من يديك أفضل كوب للشاي”.
آدم (بطل قصتنا): “نهائيا وعلى الإطلاق لا أعتقد أنني تعودت على ألمانيا ولا الغربة بها.
كما أنني أعتقد أنني لا يمكنني البقاء بهذا المكان بينما أنا عاجز على أن أهنأ وأستمتع بكوب شاي”.
سالم: “لا تقلق يا صديقي، جزءاً جزءاً وستجد نفسك قد تعودت على كل شيء.
إننا نمكث هنا 12 عاما منذ أن قدمنا لألمانيا، حتى جدتي العجوز قد تعودت على الحياة هنا ولا أظن يوما أنها من الممكن أن تعود لموطننا من جديد”.
كان “آدم” يمسك بصور بيديه يقلب فيهم كيفما شاء، والحسرة تكاد تأكل شيئا من قلبه.
أكمل سالم: “أهلي جميعهم نسوا كل شيء بخصوص القرية، وتدريجيا كانوا سببا في جلب الكثيرين منهم لخلق فرص عمل وفرص معيشة أفضل”.
أعطاه “آدم” صورة كانت لهما سويا عندما كانا أطفالا صغارا.
أمسكها سالم وابتسم قائلا: “كم مضى عليها؟!”
فقال آدم: “عشرون عاما”.
صمت سالم قليلا وقال: “لو لم يكن والدك هناك بالقرب مني، لكنت غرقت بالمياه منذ زمن بعيد وفارقت الحياة.
على الدوام أتذكره وأدعو له بالمغفرة والرحمة”.
آدم وقد ظهر عليه الحزن: “آمين يا رب العالمين”.
استمر في تقليب الصور، وكانت صورة زوجته بيديه فقال: “سالم لقد تغيبت عنهم كثيرا، البقاء هنا لفترة طويلة صعب للغاية ولا أتحمله على الإطلاق”.
سالم: “صديقي لا ترهق نفسك كثيرا بالتفكير.
سنتين أو ثلاث سنوات ليسوا بالمدة الطويلة، علاوة على ذلك أن الأيام نفسها تمر بسرعة وفي لمح البصر.
غير ذلك أنك خلال عامين وحسب يمكنك أن تجلب زوجتك هنا لتعيش معك على الدوام”.
آدم: “إن شاء الله”.
وبعدما تركه “سالم” وعاد لمنزله، استلقى “آدم” على نفس الأريكة وغاص في نوم عميق من شدة التفكير في مدى اشتياقه وحنينه.
راوده حلم بيوم زفافه، وقد كانت زوجته تنظر إليه نظرات مريبة ومخيفة، نظرات أفزعته.
فاستيقظ مذعورا ليجدها خلفه بثوب زفافها الأبيض، وقد وضعت يدها على كتفه وسألته: “هل أنت لا تزال نائما يا آدم؟!”
فاستيقظ من نومه خائفا يترقب ليجدها أمامه بثوب زفافها أيضا تخبره قائلة: “اليوم هو يومنا يا آدم”.
وأخيرا استيقظ فعليا من الكابوس الذي كان يطارده ليجد نفسه…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: