وفي الجزء الأول من قصة ثلاثية النداهه دعونا نبدأ بمعرفة تفاصيل هذه القصة وماذا سيحدث فيها ؟ مع الكاتب المميز محمود الأمين في السطور التالية بإذن الله .
الجزء الأول من قصة ثلاثية النداهه
اي الصوت ده يا حج محسن انت سامع…. ايوه سامع يا تري الصوت ده جاي منين يا حج دياب
مش عارف ما تيجي نشوف
….
الصوت جاي من نواحي الترعه يا حج دياب
يا ستار يارب ده شكله حد بيغرق في الترعه …. الترعه كحل انا مش شايف حاجه
….
اي ده في حاجه طافيه علي وش الترعه…ينهار اسود دي جثه يا حج دياب
………
حاسس بخوف وانا ماشي في طريق ضلمه ملهوش ملامح كنت خايف وسامع حد او صوت ست تحديدا بتنده عليا… حسن… حسن تعالي يا حسن.. كنت مسلوب الاراده وماشي ناحيه الصوت لحد لما وصلت لترعه كبيره.. مش عارف انا فين وبعمل اي هنا.. حواليا صوت رياح والشجر بيتهز من الرياح منظر مرعب.. بصيت وركزت جوا الترعه وشوفت حاجه طافيه علي الترعه لما ركزت اكتر كانت ست شعرها طويل ونازل علي وشها وقدرت اشوف عينيها حمرا زي الدم سنانها سوده.. وشها متشقق وقلتلي بصوت مبحوح تعالي معايا يا حسن.. رفضت… بصتلي بغضب وقالت تعالي يا حسن وشدتني معاها للترعه…… ها ها كابوس قومت منه مفزوع وعرقان وباخد نفسي بالعافيه.. مديت ايدي علي المكتب جنبي واخدت ميه وشربت ها ها كابوس رهيب يفسر الي بعاني منه………. انا نسيت اعرفكم بنفسي انا حسن كمال السيوفي عندي دلوقتي 23 سنه لسه متخرج من كليه هندسه وحيد ابويا وامي…. ابويا كمال السيوفي.. وامي ملك السيوفي… امي بنت عم ابويا احفاد السيوفي عمده قريه من اكبر قري الصعيد
احنا عايشين في القاهرة دلوقتي نظرا لظروف الشغل ودراستي الي خلصتها قريب وانا هنزل اشتغل مع بابا في شركته.. احنا عيله ثريه يعني كل سبل الحياة متوفره…. اكيد بتسألوا نفسكوا اي الي بعاني منه؟
السؤال ده هو بداية قصتي
انا عندي مش عارف اقول هيا مشكله ولا هبه من عند ربنا… الاحلام ايوه احلامي بتتحقق.. من وانا طفل وانا بحلم احلام وبتتحقق وبرغم ان في ناس ممكن تحسدني لكن لا انا كنت نذير شؤوم عند معظم الناس الي تعرفني… اول حلم حلمته كان لجدي العمده السيوفي حلمت انه بيموت وانه اتصاب بسرطان وانه مخبي علي البلد كلها وانه كمان هيموت قريب ولما صحيت حكيت كل حاجه وكان الرد اني عيل وبخرف… لكن بعد شهر جدي مات والدكتور قال ان كان عنده سرطان في الدم.. الموضوع متوقفش علي كده لان الاحلام زادت.. حلمت بشريك ابويا في الشركه حلمت انه مات والعربيه اتقلبت بيه.. ولما حكيت بدأوا يخافوا مني خصوصا انه مات بنفس الطريقه الي حكيت عنها … خلاص مبقاش في حد جمبي وبيتقال عليا دايما نذير شؤوم …. لحد ما جيه اليوم الي قلب حياتي 180 درجه
كنا بنتغدي انا وبابا وماما وبنتكلم عن احوال الشغل… التليفون بتاع بابا رن فتح الو مين معايا… لاننا كنا بناكل بابا كان فاتح الميك (الاسبيكر) رد واحد عليه وقال ازيك يا كمال بيه انا محسن حارس بيت جدك السيوفي.. رد عليه بابا وقاله نعم يا محسن في حاجه… رد عليه وقال في حاجات كتير بيت جدك لقيوا تحتوا اثار وهما بيجددوا فيه دهب واثار وخير كتير وحضرتك والست هانم الورثه لازم تاجوا عشان تستلموا حقكم قبل ما الحكومه تشم خبر وساعتها كل الخير ده هيزول يا بيه…. رد عليه بابا وقال ماشي يا محسن مشكور انك قولتلي…. وقفل بابا الخط واحنا الثلاثه بنبص لبعض وساد الصمت لمده دقيقه… وبعدها اتكلمت امي وقالت هنعمل اي دلوقتي يا كمال هنرجع القريه… رد عليها ابويا وهو القلق باين علي وشه وقالها مش عارف … قلتله انت عارف رجوعنا هناك معناه اي… رد بابا وقال عارف يا ملك بس معندناش حل تانى عموما بكره هنشوف حل… من باب الفضول سألت بابا وقولتله هو فيه اي عشان مش عاوزين تروحوا القريه…. بصلي بصه مش عارف دي تحذير ولا خوف وقالي وهو متلخبط ما ملكش دعوه انت يا حسن بالكلام ده.. صوته كان مهزوز وده مش طبع ابويا خالص.. ابويا راجل شديد وشخصيته صعبه
……..
خلص اليوم ودخلت نمت والحلم اتكرر تانى…. حسن تعالي يا حسن .. نفس الصوت تاني .. نفس الست تانى وبتحاول تشدني معاها للترعه .. فوقت علي ايد امي وهيا بتقولي قوم يا حسن يلا… قولتلها خير يا ماما… قالتلي قوم جهز شطنتك عشان مسافرين… سألتها فين…. قالتلي القريه راجعين القريه يا حسن
….
قومت وانا مش مطمن للمشوار ده حاسس ان في حاجه مستنياني هناك حاسس بخوف غير مبرر…. دخلت الحمام اخدت دش وجهزت نفسي وشطنتي لرحله مش مطمن ليها رحله الي القريه
…….
ركبنا القطر انا وبابا وماما المسافه طويله شويه نمت نوم هادي مفيش احلام نوم عميق… صحيت علي صوت ماما بتقولي اصحي كل ده نوم وصلنا…… نزلنا واخدنا تاكس لحد مدخل قريه اسمها قريه داود.. مشينا ودخلنا القريه لاحظت ان ابويا لسه خايف وعينيه بتدور علي حاجه وامي سنداه.. مردتش اعلق وسكت… خليني اوصف القريه.. قريه مش كبيره اوي البيوت كلها جنب بعض بيوت بدائيه شويه من دور واحد… بس الي لفت انتباهي اكتر ان الناس في الشارع قليله والساعه لسه 4 العصر.. وصلنا بعد مشي كتير لبيت كبير بيت فخم ليه جنينه تقدروا تقولوا قصر.. قابلنا اتنين شكلهم كبار في السن ولقيت واحد منهم طار وفتح الباب واتكلم وقال.. يا اهلا يا كمال بيه نورت بيتك ازيك يا ست هانم اخبارك اي وبعد السلامات الكتير والمبالغ فيها الحقيقه عرفت ان دول محسن ودياب حراس دوار جدي السيوفي …. ودار الحوار ده ما بينهم
اي يا محسن فين اعمال الترميم الي في البيت الي اكتشفت الاثار الي بتقول عليها…. رد دياب وهو مزهول اثار.. اثار اي… رد بابا وقال محسن كلمني وقال انهم اكتشفوا اثار تحت بيت جدي السيوفي … كان رد محسن الصادم الحقيقه لما قال مين الي اتصل بيك يا كمال بيه… ابويا رد وهو متعصب وقاله نعم يا اخويا انت هتستهبل مش انت كلمتني وقولتلي ان في اعمال ترميم في البيت وانهم اكتشفوا اثار… رد محسن وهو مبلم وقال انا لا طبعا محصلش
ابويا خرج الموبايل وقاله دي نمره مين.. بص محسن في الرقم وقال لا ده مش رقمي يا كمال بيه …. ابويا كان هيتجنن… بصراحه الحوار ابتدي يكون ممل وفي الوقت ده سبتهم يرغوا وقولت اتمشي شويه فضلت اتمشي لحد ما شوفت الي خلاني اتجمدت مكاني ومعرفتش انطق…. الترعه ايوه نفس الترعه الي كانت في الحلم بدأ يحصل في دماغي تشويش رهيب وبدأت احس اني بدوخ وفقدت الوعي… لما فوقت لقيت نفسي في بيت جدي السيوفي وماما وبابا جمبي .. سألوني انت اي الي خلاك تسبنا وتمشي واي الي حصل عشان يغمي عليك… قولتلهم مش عارف اي حصلي لما وصلت عند الترعه… اول ما قولت الترعه لقيت بابا انفعل عليا وقال واي الي وداك هناك… رديت عليه وقولتله يا بابا انا كنت بتمشي شويه كنت عايز اشوف القريه… رد عليا وقال هنا ممنوع تطلع لوحدك احنا هنقعد هنا يومين نرتاح من السفر وبعدين نبقي نرجع
…….
قولتله حاضر يا بابا….. بعد شويه اتغدينا وبدأت الف في البيت بصراحه رغم انه بيت قديم لكنه جميل جداً وانا بتمشي نزلت للمكان الي المفروض ان في ناس شغاله فيه في الدوار زي طباخ والي بينضف.. كانت طرقه طويله وفي اخرها مطبخ الطرقه كلها غرف وكلها مفتوحه ما عدا غرفه واحده مقفوله… الفضول قالي افتح الباب قربت عشان افتح لقيت امي بتمسك ايدي وبتقولي بتعمل اي… قولتلها مفيش حاجه انا بس عايز افتح قلتلي متقربش ناحيه الطرقه دي واطلع اوضتك…. قولتلها هو في اي متخرجش متقربش هو انتوا مخبيين عليا حاجه… ردت عليا وقالت لا وهنخبي عليك اي .. المهم طلعت اوضتي فعلاً وقعدت فيها لحد العشا ونزلت اتعشينا ولقيت بابا وماما هيشربوا الشاي في اوضه الضيوف… قولت اروح اقعد معاهم شويه … لكن بابا قالي حسن اطلع اوضتك يا حبيبي عاوز ماما في كلمتين… طلعت بس بصراحه وقفت اتصنت عليهم وكان الحوار كالتالي…. وبعدين يا ملك مين الي اتصل ده واي غرضه من نزولنا البلد.. ردت وقالت مش عارفه حاجه يا كمال انا خايفه اوي …. رد عليها بابا وقال انا بعت اجيب محسن عشان عايز افهم في اي…سمعت صوت حركه بره عرفت ان ده محسن..استخبيت لحد ما دخل الاوضه…ورجعت تانى وابتديت اسمع…اتكلم محسن وقال اؤمر يا كمال بيه….رد عليه بابا وقاله هو اي الحكايه يا محسن مين الي اتصل بيا ده
رد محسن وقال والله ما اعرف يا بيه أنا قولتلك ان ده مش رقمي… ردت امي في الوقت ده وقالت واي احوال البلد يا محسن… رد محسن وقال الاوضاع صعبه والله
…..
رد ابويا وقاله ليه هو اي بيحصل… رد محسن وقال كل يومين نلاقي واحد مقتول في بيته مره مدبوح.. مره محروق ومتفحم… مره غرقان في الترعه… رد ابويا وقال ومحدش مسك القاتل… رد محسن وقال مفيش قاتل النداهه هيا الي بتقتلهم…. ردت امي وقالت اي التخاريف دي نداهه اي دي ده للاسف جهل.. مفيش حاجه اسمها نداهه… المهم بعد نقاش طويل.. مشي محسن.. ورحت اوضتي عشان انام
…….
الساعه واحده بليل.. صحيت علي صوت صرخه هزت البلد كلها.. قومت من مكاني وانا بجري ونزلت بسرعه وبقول فيه اي… لقيت ابويا بينادي علي محسن ودياب الحراس وبيقول فيه اي… لقيت محسن داخل جري وبيقول الحق يا بيه لقيوا الشيخ صفوان مقتول في بيته… ابويا رد بصوت مهزوز وقال ما ما مقتول مقتول ازاي… بص في الارض وقال المنظر صعب اوي وميتوصفش
….
لقيت ابويا خرج وقالهم تعالوا ورايا… انا اتسحبت براحه وخرجت من غير ما ياخدوا بالهم مني ومشيت وراهم لحد ما وصلت لبيت.. الناس ملمومه حواليه دخلوا وانا بصيت من شباك بره… والمنظر بشع الشيخ صفوان مدبوح وعينيه منزوعه من مكانها… انا من بشاعه المنظر كنت بترعش وطلعت جري علي البيت… دخلت وانا بترعش معقول معقول في بشاعه كده…. حاولت انام مكنتش قادر لكن في الاخر النوم غلبني ونمت صحيت علي صوت انا عارفه كويس حسن حسن اصحي يا حسن فتحت عينيا ولقيت……
يتبع………
لقراءة الجزء التالي : الجزء الثاني من قصة ثلاثية النداهه
للإطلاع علي فهرس اجزاء القصة : جميع روابط اجزاء قصة ثلاثية النداهه للكاتب محمود الأمين
جميع الحقوق محفوظة للكاتب محمود الامين .