قصة الجن العاشق الجزء الثاني!
إن مسألة الجن العاشق لا يمكننا الاستخفاف بها، فالجن العاشق حقيقة لا يمكننا إنكارها على الإطلاق.
أحيانا كثيرة نشعر يأتي إلينا شعور بوجود شيء معنا يلازمنا على الدوام.
هذا النوع من الجن يتلبس الإنسان سواء كان ذكرا أو حتى أنثى.
ويرجع ذلك التلبس بسبب إعجاب الجن الشديد بالإنسان نفسه.
قصة الجن العاشــق الجزء الثاني!
راوده حلم بيوم زفافه، وقد كانت زوجته تنظر إليه نظرات مريبة ومخيفة، نظرات أفزعته.
فاستيقظ مذعورا ليجدها خلفه بثوب زفافها الأبيض، وقد وضعت يدها على كتفه وسألته: “هل أنت لا تزال نائما يا آدم؟!”
فاستيقظ من نومه خائفا يترقب ليجدها أمامه بثوب زفافها أيضا تخبره قائلة: “اليوم هو يومنا يا آدم”.
وأخيرا استيقظ فعليا من الكابوس الذي كان يطارده ليجد نفسه متصبب في عرقه، ومتسارعة نبضات قلبه، فلا يستطيع أن يلتقط أنفاسه.
ومن جديد لم يكن استيقاظه إلا كابوس من جديد أيضا، فبعدما أطفأ التلفاز وسمع صوت الجرس إذا بنور زوجته تقترب منه بسرعة فائقة لتصرخ في وجهه قائلة: “إنك لن تستيقظ من نومك للأبد!”
كانت السماء قد أضاءت بنور الصبح، فارتدى ملابسه وهلع لعمله بالمصنع.
لم يكن حينها يصلي من الأساس، وعندما خرج من المنزل وجد امرأة ألمانية تصرخ في وجهه قائلة: “أنت!، لم أستطع النوم طيلة الليل بسببك أنت!
إذا ارتفع صوتك مرة أخرى فسأتصل لك برجال الشرطة”.
استقل الحافلة وذهب لعمله حتى لا يتأخر عليه، فألمانيا مثال في الانضباط بالمواعيد ولاسيما مواعيد العمل.
وبينما انتهت الفترة الأولى وحان موعد الاستراحة القصيرة لتناول الطعام، ذهب سالم ليطمئن على صديقه..
سالم وقد كان أكثر قدما وخبرة على آدم بألمانيا بشكل عام فقد مكث بأراضيها واستوطن طيلة 12 عاما: “آدم كيف الحال، هل تواجهك أيه مشاكل؟!”
آدم: “لا توجد أية مشاكل، ولكنني أشعر بعدم الارتياح على الإطلاق”.
سالم بقلق على صديقه: “بماذا تشعر يا صديقي؟!”
آدم: “أعاني من أحلام سيئة ومزعجة للغاية”.
سالم: “أحلام؟!، عن أي أحلام تتحدث أنت؟!”
آدم: “كوابيس مميتة”.
سالم: “لا تقلق حيال ذلك يا صديقي، فربما تكون ذلك الأحلام بسبب تغيير المناخ والطقس.
فالطقس هنا ليس مثل قريتنا الصغيرة الجميلة، علاوة على كم عدد الأيام التي قضيتها هنا منذ أن قدمت؟!
إنها لم تتجاوز البضعة أيام، انسى كل ذلك وهيا بنا لنتناول الطعام قبل انتهاء الوقت ونكمل حديثنا”.
وبعدما جلب كل واحد منهما ما يحب أن يأكله، شرع سالم في استكمال الحديث مع صديقه..
سالم: “آدم دعني أوضح لك أمرا في غاية الأهمية، ألمانيا دولة عظمى في العمل ولا تضاهيها دول العالم بأسره، لذا ركز في عملك ودعك من أي شيء آخر.
إن كل الناس هنا يهتمون بعملهم ولا أي شيء آخر، انظر من حولك هل ترى منهم أحدا يجلس على الطرقات يتسامر وما إلى ذلك؟!
الكل لا يفكر إلا في العمل لجني الكثير والكثير من المال”.
آدم: “ولكنني يا سالم لست أعلم إن كان المال سيحل مشاكلي أم لا؟!”
سالم: “إذاَ أخبرني لماذا أتيت هنا؟!
إذا لم يكن جئت من أجل المال، فلأجل ماذا إذاً؟!”
آدم: “حسنا، انظر يا صديقي إنني لا أجيد ولا كلمة واحدة من لغتهم.
انظر من حولك لا يمكنني التواصل مع أي منهم، إنهم جميعا أجانب بالنسبة لي.
وأنت صديقي الوحيد بكل هذه البلاد”.
سالم: “لا تشغل بالك يا صديقي، إنه الكفاح بالحياة.
كل شخص منا يحب أن يكون مع أمه وأبيه وأهله وأحبائه، ولكن أخبرني كيف كنت ستكسب المال بالقرية؟!”
آدم: “على كل الأحوال لن أستطيع ولن أتمكن من التوضيح لك.
إنني لا أملك شهية على الإطلاق، هنيئا لك يا صديقي العزيز”.
وقد ربت على كتف صديقه، وترك له كل طعامه دون أن يتناول ولا لقمة واحدة منه.
لقد اكتفى بإخراج سيجارة من جيبه، وقام بإشعالها وخرج بعيدا عن الباقيين حتى لا يتأذوا.
وبعدما انتهوا من عملهم، لم يعود “آدم” لمنزله بل أخذ يتجول في الطرقات حتى يشعر بالتعب المميت ليخلد في سبات عميق بمجرد وصوله للمنزل.
وبالفعل ظل خارج المنزل حتى حل الظلام وخير جميع الأرجاء، وعندما عاد…
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: