قصة الجن العاشق الجزء السابع!
كثير منا لا يؤمن بوجود الجن العاشق.
وأيضا لا يستطيعون استيعاب طبيعة العلاقة التي من الممكن أن تربط جني ببشري.
لطبيعة خلق البشر وخلق الجن، فالجن كائن غير محسوس غير مرئي بالنسبة لنا، فكيف له أن يعشق منا؟!
الجن بطبيعته التي خلقها الله سبحانه وتعالى يروننا من حيث لا نروهم، ومن البديهي أن يعجبوا بالجنس البشري.
قصـة الجن العاشـق الجزء السابع!
وفجأة تبدل شكلها وتناثرت الحشرات من حولها، فزع “آدم” وهرع بالهروب بعيدا.
كان الكل من حوله متعجبا من حاله، ومما يفعله.
وجميعهم معذورين، لأنهم لا يرون ما يراه، ولو رأوه لبات حالهم أصعب من حاله!!
خرج مهرولا من السفارة، وإذا بالأصوات شرعت في مضايقته بطريقة هدمت فيها جهازه العصبي كاملا.
كان يضع يديه الاثنتين على أذنيه، ويسير في الشارع بخطوات مهتزة.
وكانت الأفكار السوداء قد سيطرت عليه، بداية من زوجته والتي كانت تذكر له..
إنني لا أنتمي إليك!
أنا حامل بابنك ولست أحبك على الإطلاق.
وأفكار تهيم عليه بصوت والدته…
إنك لست بابن لي!
ألم أطلب منك ألا تأتي أو تعود مجددا!
وأخيرا صوت الكائن الغريب الذي يطارده على الدوام…
ابحث عن الراحة وستجدها في مماتك، وخلاصك من الدنيا بأسرها.
لن تجد راحتك إلا بموتك.
آدم أنهي حياتك بنفسك، لن تجد أحدا أحن عليك من ربك!
وفجأة وجد “آدم” نفسه تسير قدماه على الأرض رويدا رويدا، ووقعت عينيه على مبنى شاهق الارتفاع، فصعد إلى سطحه.
ووجد نفسه لا إراديا يقف على حافة السطح، ويستعد لإلقاء نفسه، وبالفعل استسلم وألقى بنفسه ولكن كان الله سبحانه وتعالى لطيفا به إذ أرسل إليه عامل نظافة ليأخذ بيده ويصده عما كان ينوي فعله.
أمسكه الرجل من الخلف قائلا: “هل فقدت صوابك يا بني؟!”
جذبه إليه، أما عن “آدم” فقد فقد وعيه بالكامل.
كان العامل رجلا طيب القلب، واتصل بسيارة الإسعاف، وتم التعرف على هوية “آدم” والاتصال على صديقه “سالم”.
وبالمشفى وتحت أحدث أجهزة طبية تم فحص جسده بالكامل وعقله وكل ذرة من ذرات جسده لمعرفة السبب في أفعاله وتصرفاته والاطمئنان على صحته.
وضع على جهاز أشعة الرنين لفحصه وقد كان مغيبا عن الحياة في ظاهر الأمر للأطباء جميعا والممرضات، ولصديقه؛ ولكن في باطن الأمر كان يعاني لا حول له ولا قوة!
كان يتخبط تارة يمينا وتارة يسارا، ولم يكن له من أمره شيء.
إذ كان الجان نفسه يتمرد عليه، ولا يريد له إلا الموت وإنهاء حياته بالكامل!
وعندما أنهوا جميع الفحوصات أخرجوه من على الجهاز الطبي، ولم يكن يستطيع أن يقف على قدميه، فأمسك بيده الطبيب ومساعدته، وخطوة خطوة حتى وضعوه على سرير في انتظار نتيجة الفحوصات لإعطائه الأدوية المناسبة بعد تشخيص حالته.
وكانت المفاجأة عندما ظهرت نتيجة الفحوصات والتحاليل، أنه من الأساس لا يعاني من أية أمراض جسدية أو حتى عقلية!
مكث قليلا في المشفى للاطمئنان عليه وزيادة التأكيد على فحوصاته، وبعدها أخذه صديقه “سالم” وخرجا منها.
لم يتفوه “آدم” بكلمة واحدة، كان القلق يأكل قلب “سالم” عليه..
سالم: “هل أنت في أمس الحاجة للرجوع للبلاد؟!”
كان “آدم” يسير بجواره ولكنه لا طاقة له بالرد على سؤله، ولا طاقة له بالحياة جميعها.
فرد سالم: “صديقي ليس من المفترض أن نعود للقرية أول وصولنا، يمكننا المكوث بالمدينة”.
ولم يرد أيضا “آدم” ولم تتغير ملامح وجهه، لقد بات مستاءَ وحزينا من كل شيء من حوله.
سالم وقد اغرورقت عينيه بالدموع على صديق عمره الوحيد، وهو يراه أمام عينيه يفقد شيئا فشئيا منه: “سنذهب على أول طائرة وسنبحث عن حل لمعضلتك يا صديقي.
لن أتركك وحيدا مهما كلفني الأمر، وسأبذل قصارى جهدي لأساعدك وأعينك على أمرك وإن كلفني الأمر حياتي”.
وبالفعل عاهده صديقه وباليوم التالي أوفى بعهده وصدق في حديثه، إذ كانا بالبلاد..
سالم: “أتعلم إنه الإمام برهان، كل من عانى مثلك بمجرد الذهاب إليه استعاد صحته وعافيته من جديد.
إنه يعالج بالقرآن الكريم وبالمنهج النبوي الشريف.
كل شيء سيعود لطبيعته، ويكون بخير بإذن الله”.
وعندما وصلا لمنزل الإمام “برهان”….
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
جميع اجزاء رواية دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه
واستمتع ب: جميع أجزاء رواية حبيبتي لا تنسيني كاملة للكاتبة كيندا