الجزء الثاني من روايـــة “أحببتها رغما عني!”
وصلنا في الجزء السابق عندما كانت “نهال” ترد على الاتصال، وقد رسمت على وجهها علامات الدهشة والانزعاج في آن واحد، وطلبت من جميع الموجودين الرحيل بنظرة عين لتتحدث على انفراد مع “أحمد البحيري”.
يا ترى ما الذي وردها بالاتصال؟!
الجزء الثاني من روايـــة “أحببتها رغما عني”!
نهال: “غيروا ميعاد المؤتمر الصحفي من جديد، ميعاده الساعة 12 ظهرا”.
أحمد: “وإيه ده إن شاء الله؟!، هم مش عارفين الساعة دلوقتي كام؟!، هم عايزين مننا نطير لعندهم ولا إيه؟!”
نهال: “إنت أساسا مش محتاج تروح لعندهم أصلا، ولا محتاج تروح المؤتمر من الأساس”.
أحمد: “إنتي بتقولي إيه؟!، هم… استبدلوني؟!”
نهال: “أحمد المنتج قالي إن المخرج مش راضي عنك في الدور، واستبدلك بممثل تاني في آخر لحظة”
أحمد: “بس إحنا وقعنا العقد طب إزاي؟!”
نهال: “قال إنهم مش ممانعين نهائي يدفعوا لك التعويض للإخلال بشروط العقد”.
استشاط غضبا وغلت الدماء بعروقه، كان مصرا على الذهاب للمؤتمر للقاء محبيه وجماهيره العريقة، شعر وكأن رفضه قد بات حملا ثقيلا على نفسه وطعنة لكرامته، فأصر على الذهاب إليهم وتلقينهم درسا قاسيا؛ أما “نهال” فقد كانت تركض خلفه تستجديه لتعيد إليه عقله ورباطة جأشه، ولكنه أبى أن يقف ويستمع إليه فسرعان ما صار بداخل سيارته الحديثة من الطراز الأول، وشرع في قيادتها.
وعن “نهال” فأرادت أن تلحق به، وما إن فتحت باب سيارتها حتى استوقفها زوجها…
كمال: “إنتي رايحة فين يا مدام؟!:
نهال: “إنت بتعمل هنا إيه؟!”
كمال: “إنتي ناسية إني اتفقت معاكي بالفعل على تحضيرات الحفلة لعيد ميلاد أمي، الميعاد النهاردة يا هانم إننا نروح مع بعض للفندق ونشوف الفيو المتاح، قوليلي إنتي بقى بتعملي إيه لحد دلوقتي هنا؟!:
نهال: “أنا آسفة صدقني نسيت فعلا، أنا آسفة للمرة التانية بس صدقني دلوقتي معاي شيء مهم وضروري ولازم أقوم به حالا، هفهمك وأشرحلك كل حاجة في البيت”.
كمال وقد أمسك بذراعها: “لا تعالي معاي دلوقتي حالا”.
كانت ترفض الذهاب معه، وفي نفس الوقت تتوسل إليه أن يتركها لتتمكن من اللحاق بمديرها قبل أن يحدث كارثة، ولكن زوجها قام بدفعها أرضا حتى تأذت ذراعها بالكامل ونزفت الدماء؛ هرع إليها اثنين من رجال مديرها، ساعداها على النهوض، ولكنا طلبت منهما اللحاق بالمدير في الحال.
بصالون التجميل….
عميلة: “ممكن تبصي على ضافري، انكسر مني ممكن تصلحيه عشان خاطري؛ أنا روحت لأكتر من صالون تجميل للمشكلة دي، ولكنهم نصحوني بإني أغطيه بضفر مزيف بس بصراحة أنا لاقية إن الضفر المزيف غير مريح إطلاقا، كل ما أبص لضافري بحس إني مش قادرة أتنفس”.
تنهدت عهد وقالت: “ما تقلقيش خالص سيبي الأمر ده عليا”.
بدأت عهد في عملها والتي كانت تتميز فيه دونا عن غيرها، استغرقت كثير من الوقت لإصلاح الأمر وعمل جميع الأظافر، كانت العميلة تنظر إليها بانبهار لقدرتها على فعل ما عجز عنه كثيرون غيرها.
أما عهد فكانت تحسب عمولتها عليها، وكانت سعيدة للغاية حيث أنها عميلة من الطراز الأول من أثرياء القوم، وقد وضعت لها بضع من الإكسسوار باهظ الثمن.
وما إن انتهت: “هاا رأيك إيه؟!”
العميلة وهي مبتسمة: “إنها جميلة للغاية، من دلوقتي إنتي المسئولة الوحيدة عن ضوافري والعناية بيها”.
عهد: “أكيد طبعا أنا في خدمة في أي وقت”.
أرادت العميلة أن تدفع لها، ولكن عهد استوقفتها قائلة: “تقدري تدفعي بالاستقبال”.
قدمت إليها زميلة لها بالصالون…
زميلتها: “عهد إنتي الوحيدة بينا اللي بتقدر تكسب بكل شهر أعلى المكاسب مش كدة؟!، وإزاي أسأل سؤال زي كدة وإنتي الوحيدة اللي بتقدر ترسم الأظافر بأنماط مختلفة وفي نفس الوقت فريدة من نوعها؛ أنا حاولت أتعلم كتير ولكني مش قادرة أكون زيك خالص”
تنهدت عهد وقالت لها: “إنتي اتدربي أكتر وأكتر وصدقيني هتقدري تكوني زيي وأحسن كمان”.
إحدى العاملات بالصالون تتحدث إليهما: “أنا من رأيي سيبك من الموضوع ده نهائي، عهد أساسا عندها خلفية عن الفنون والرسم، دي بقالها 10 سنين في المجال ده، إنتي بقى قضيتي كام يوم؟!، بطلي حسد بقى يا بنتي”.
سألتها: “عهد بما إنك بارعة في الرسم ليه ما تقدمي بكلية فنون جميلة؟!، أنا بيتهيألي إن اللي زيي بس هم اللي مش هيقدروا يحصلوا على وظيفة تانية غير فنانة أظافر”.
عهد وقد ابتسمت لها بخفة تريد أن تطيب بخاطرها: “دعاء لمجرد إني برسم على الأظافر ده مش معناه إني مش رسامة، الرسم على الأظافر أمر أصعب مما تتخيلي من الرسم على اللوحة، احنا فنانين رسم أظافر”.
وبخفة ضربتها على رأسها مداعبة إياها: “دعاء أنا هقوم أكمل شغلي”.
سألت الفتاة دعاء قائلة: “أنا فعلا مش قادرة أفهمها، دي كل يوم بتشتغل بجد وتعب، ومن المؤكد إنها بتكسب فلوس كويسة جدا، ولكني عمري ما شفتها من يوم ما عرفتها وهي بتشتري لنفسها لبس حلو أنيق، إلا دايما بلبس قديم، أكيد في شيء مهم في حياتها ونفسي أعرفه”
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع